البدن كبير اللحية في صوته فخامة، وذكروا أنه كان يلحقه حالة الوعظ حال ووجد، حتى أنه قال يومًا للسلطان شهاب الدين وهو تحت منبره: يا سلطان العالم، لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرازي يبقى وأن مردنا إلى الله فأبكى السلطان، رحمهما الله، ومن تلامذته المشهورين مصنف الحاصل تاج الدين محمد بن الحسين الأرموي، وشمس الدين عبد الحميد بن عيسى الخسروشاهي، والقاضي شمس الدين الجوي ومحيي الدين قاضي
مزيد.
[محمد بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العلامة عماد الدين أبو حامد ابن يونس الإربلي الموصلي الفقيه الشافعي]
أحد المشهورين، تفقه أولًا على والده بالموصل ثم ارتحل إلى بغداد، فاشتغل بالنظامية على السديد محمد السلماسي، وأبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وسمع الحديث من أبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي، وعبد الرحمن بن محمد الكشميهني، ثم عاد إلى الموصل، فاتصل بخدمة السلطان نور الدين أرسلان صاحبها، فحظي عنده، ونال بسبب ذلك تدريس أماكن بها، ثم ولي القضاء مدة أشهر وعزل، وكان من أصحاب مجلس الملك، وعلى يديه انتقل الملك من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي رحمهما الله، وله من المصنفات كتاب المحيط جمع بين المهذب والوسيط، وشرح الوجيز، وصنف جدلا وعقيدة، قال ابن
خلكان: وكان يعمل الأدوات غير أنه لم يرزق سعادة في مصنفاته، فإنها ليست على قدر