في زلة فأغثني وارحمني واستر ذلتي وامح حوبتي، يا من لا يزيد ملكه عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين، وأقول: ديني متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما، اللهم يا سامع الأصوات، ويا مجيب الدعوات، ويا مقيل العثرات أنا كنت عند حسن الظن بك عظيم الرجاء في رحمتك، وأنت قلت: وأنا عند ظن عبدي بي، وأنت قلت:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل: ٦٢] ، فهب أني ما جئت بشيء، فأنت الغني
الكريم، وأنا المحتاج اللئيم فلا تخيب رجائي ولا ترد دعائي واجعلني آمنا من عذابك قبل الموت، وبعد الموت وسهل علي سكرات الموت، فإنك أرحم الراحمين.
وأما الكتب التي صنفتها واستكثرت فيها من إيراد السؤالات فليذكرني من نظر فيها بصالح دعائه على سبيل التفضل والإنعام، وإلا فليحذف القول السيئ فإني ما أردت إلا تكثير البحث، وشحذ الخاطر، والاعتماد في الكل على الله عز وجل، ثم ذكر فصلًا في الوصية بأولاده، وأطفاله إلى أن قال: وأمرت تلامذتي ومن لي عليه حق إذا أنا مت يبالغون في إخفاء موتي، ويدفنوني على شرط الشرع فإذا دفنوني قرءوا على ما قدروا عليه من القرآن، ثم يقولون: يا كريم جاءك الفقير المحتاج فأحسن إليه، وكانت وفاته بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مائة، قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وبلغني أنه خلف من
الذهب ثمانين ألف دينار سوى الدواب والعقار، وغير ذلك وترك ولدين الأكبر منهما قد تحيد في حياة أبيه، وخدم السلطان خوارزم شاه، وقال الموفق بن أبي أصيبعة: كان ربع القامة ضخم