للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جيد، ولكن ذكروا أنه كان يوجد في وعظه من كلام القصاص ومجازفاتهم وشطحهم ما هو العادة، وقد تكلم فيه محمد بن طاهر المقدسي، ورماه بالكذب، ونبذه الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي بأشياء أخر، وذكر الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح في طبقات الشافعية، فقال: كان يلقب بلقب أخيه حجة الإسلام، زين الدين، وكان أحد فرسان

المذكرين، رأيت من وعظه أربع مجلدات وهي مشتملة على شقاشق الوعاظ وخرقهم وجسارات متأخري الصوفية وعسفهم، وكان عنده مخاشنة في كلامه، ولا سيما في أجوبته، وكان يقول: الفقهاء أعداء أرباب المعاني، ثم ذكر أشياء مما أنكر من كلامه.

وطول شيخنا أبو عبد الله الذهبي ترجمته في تاريخ، قال: وحكى عنه القاضي أبو يعلى بن الفراء الصغير أنه صعد يومًا، فقال: يا معشر المسلمين كنت دائمًا أدعو إلى الله، وأنا اليوم أحذركم منه، والله ما شدت الزنانير إلا من حبه، ولا رأيت الحرية إلا في عشقه.

وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان أحمد الغزالي آية في الكذب يتوصل إلى الدنيا بالوعظ سمعته بهمدان، يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرباط يسجد لي، قال ابن طاهر: فقلت: ويحك إن الله أمره بالسجود لآدم، فأبى، فقال: والله لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة، فقلت: إنه لا يرجع إلى دين، قال: وكان يزعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ويذكر على المنبر أنه كلما أشكل عليه شيء سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدله على الصواب، قال: سمعته يقول: لا أحتاج إلى الحديث مهما قلت سمع مني، والله أعلم.

وقال أبو سعد السمعاني: كان مليح الوعظ حلو الكلام حسن المنظر قادرًا على التصرف، اجتهد في شبيبته بطوس غاية الاجتهاد

<<  <   >  >>