النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله عز وجل، وقال أبو سعيد بن يونس: روى عن محمد ابن عقيل الفريابي الفقيه، وأبي يزيد
القراطيسي، وعمر بن مقدام، والنسائي، وغيرهم، قال: وكان يحسن النحو والفرائض، ويدخل على السلاطين، وكان حافظا للفقه على مذهب الشافعي، رضي الله عنه، وكان كثير الصلاة متعبدا، ولي القضاء بمصر نيابة.
وقال ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر: ولما كان في شوال سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، سلم محمد بن طغج الإخشيد، قضاء مصر إلى أبي بكر بن الحداد، وكان أيضا ينظر في المظالم ويوقع فيها، فينظر في الحكم خلافة عن الحسين بن محمد بن أبي زرعة، ومحمد بن عثمان الدمشقي، وهو لا ينظر، وكان يجلس في الجامع وفي داره، وربما جلس في دار ابن أبي زرعة، ووقع في الأحكام، وكاتب خلفاء النواحي، قال: ثم بعد ستة أشهر ورد العهد بالقضاء من بغداد من ابن أبي الشوارب لابن أبي زرعة، فركب بالسواد إلى الجامع، وقرئ عهده على المنبر، ولم يزل ابن الحداد يخلفه، إلى آخر أيامه، وكان ابن الحداد
فقيها، متعبدا، يحسن علوما كثيرة، منها: علم القرآن، وقول الشافعي، وعلم الحديث، والأسماء والكنى، والنحو، واللغة، واختلاف الفقهاء وأيام الناس، وسير الجاهلية، والشعر والنسب، ويحفظ شعرا كثيرا ويجيد الشعر، ويختم في كل يوم وليلة في صلاته، ويصوم يوما ويفطر يوما، ويختم يوم الجمعة ختمة أخرى في ركعتين في الجامع قبل الصلاة سوى التي يختم بها كل يوم، وكان حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحا، غير مطعون عليه في لفظه، وله فضل معه، ثقة في اليد، والفرج، واللسان، مجمعا على صيانته وطهارته، وكان من محاسن مصر، حاذقا بعلم القضاء، أخذ ذلك عن القاضي أبي عبيد بن
حربويه، إلى أن قال: وكل من وقف على ما ذكرناه، يقول: صدقت،