قال: وله كتاب أدب القضاء في أربعين جزءا، وكتاب الباهر في الفقه نحو مائة جزء، وكتاب جامع الفقه، وكتاب المسائل المولدات، وفيه يقول الشاعر في جملة قصيدة له طويلة:
وقال الشيخ المسبحي: كان ابن الحداد فقيها، عالما، كثير الصلاة والصيام، يصوم يوما، ويفطر يوما، ويختم القرآن في كل يوم وليلة، قائما، مصليا، وكان نسيج وحده في حفظ القرآن، واللغة، والتوسع في علم الفقه، وكانت له حلقة من سنين كثيرة، فغشاها المسلمون فأخذوا عنه، وكان عالما أيضا بالحديث، والأسماء، والرجال، والتاريخ، قال: وحج ومرض في الرجوع، ومات يوم الثلاثاء لأربع بقين من المحرم، سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، وهو يوم دخول الحجاج إلى مصر، وعمره سبع وسبعون سنة وشهور، وَصُلِّيَ عليه يوم الأربعاء، ودفن بسفح المقطم عند قبر والدته، وحضر جنازته أبو القاسم بن
الإخشيد، وأبو المسك كافور، والأعيان، رحمه الله، فما خلف بعده بمصر مثله، قلت: له كتاب الفروع، وهو صغير الحجم، وقد شرحه من الأئمة الكبار: أبو بكر القفال المروزي الكبير، والقاضي أبو الطيب الطبري، والشيخ أبو علي السنجي، وله اختيارات، ووجوه كثيرة، وكلام دقيق، وفروع مخرجه كثيرة، وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: ومنهم: ابن أبي بكر بن الحداد المصري صاحب الفروع، مات سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، وكان فقيها مدققا، وفروعه تدل على فضله.