الله، فلبس جلد كلب مدبوغا، قد لطخ ربعه بالنجاسة، وتوضأ بنبيذ التمر، وكان في الحر فاجتمع عليه البعوض والذباب، وتوضأ منكسا، ثم أحرم، وكبر بالفارسية، وقرأ بالفارسية: دوير كك ستر، ثم نقر نقرتين كنقرات الغراب، من غير فصل ولا ركوع، وتشهد، ثم ضرط في آخرها، من غير نية السلام، فقال محمود: إن لم يكن هذا مما يجوزه أبو حنيفة قتلتك، فأحضروا كتب أصحاب أبي حنيفة، فوجدوا ذلك شائعا فيها، فرجع الملك إلى مذهب الشافعي، أورد هذه الحكاية:
إمام الحرمين في عبارة طويلة، وفي صحة هذا نظر، لأن القفال، رحمه الله، أجل قدرا أن يصدر عنه مثل هذا، أو قريب منه، والله أعلم.
قال عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: كان السلطان محمود بن سبكتكين، صادق النية في إعلاء كلمة الله، مظفرا في الغزوات، وكان ذكيا، بعيد الغور، موفق الرأي، وكان مجلسه مورد العلماء، وقبره بغزنة، توفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.