إلى نفسه وأقاربه العذراوية والناصرية والفلكية والركنية والقيمرية والكلاسة، وانتزع الصالحية، وسلمها إلى العماد بن العربي، وانتزع الأمينية من علم الدين القاسم وسلمها إلى ولده عيسى، وانتزع السونائية من الفخر النقشوالي، وسلمها إلى الكمال بن النجار، وانتزع الربوة من محمد اليمن، وسلمها إلى الشهاب محمود بن زين القضاة، وولى ابنه عيسى مشيخة الشيوخ، ونيابته أخيه لأمه شهاب الدين إسماعيل بن حنش تدريس الرواحية والشامية البرانية، وعمل هذا كله في مدة مقام
التتار بدمشق، فلما جاء الإسلام، ورجع الأمر إلى نصابه بذل الأموال الجزيلة في إبقائه على المنصب والتدريس، فاستمر على ذلك شهرًا ثم عزل وألزم بالمسير إلى الديار المصرية صحبة السلطان المملك المظفر قطز، فلما استأمر الملك الظاهر أمر بعزله، وولى القضاء نجم الدين أبا بكر ابن القاضي صدر الدين سني الدولة قضاء الشام، وألزم ابن الزكي بالمقام بالديار المصرية بعد ذلك، فلم يزل بها إلى أن توفي في رابع عشر رجب سنة ثمان وستين وست مائة، ودفن بسفح المقطم، وترك أحد عشر ولدًا، ومنهم: علاء الدين أبو العباس أحمد، وقاضي القضاة بهاء الدين يوسف، وزكي الدين حسين، وشرف
الدين إبراهيم، وعز الدين عبد العزيز، وتقي الدين عبد الكريم، وكمال الدين عبد الرحمن، وزينب، وست الحسن، وعائشة، وفاطمة، وقد ذكر الشيخ قطب الدين اليونيني في تاريخه أنه نسب إلى تفضيل علي على عثمان، وهذا غريب جدًا، وإنما اقتدى في ذلك بشيخه ابن عربي، ومن شعره في ذلك بقوله: