كثيرة ولم أجد له منكرا غير ما ذكرت من الحديث والذي حمل أحمد بن حنبل عليه، فإنما هو من جهة اللفظ والقرآن، فأما في الحديث فلم أر به بأسا، قلت: إنما أورد له ابن عدي حديثا واحدا منكرا.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: حديث الكرابيسي يعز جدا، وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه، بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب، قلت: الذي رأيته عنه، أنه قال: كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، وهذا هو المنقول عن البخاري، وداود بن علي الظاهري، وكان الإمام أحمد بن حنبل يشدد في هذه كثيرا، لأجل حسم مادة القول بخلق القرآن، فلهذا هجر الكرابيسي، كما هجر داود بسبب ذلك، ولكن الكرابيسي، رحمه الله، بالغ في القول، وقابل الإمام أحمد بكلام غليظ،
فغضب له أناس كثير، منهم: يحيى بن معين، وجماعة، ولم يكن الإمام أحمد بن حنبل يجمع بين اسم الحسن الكرابيسي وشخصه، قال أحمد بن أبي يحيى: سمعت أحمد بن حنبل، سئل عن الكرابيسي، فقال: لا أعرفه، فقيل: يا أبا عبد الله، إنه يزعم أنه كان يناظركم عند الشافعي، وكان معكم عند يعقوب بن إبراهيم، فقال: لا أعرفه بالحديث ولا بغيره.
وقال الشيخ أبو إسحاق، في الطبقات: مات سنة خمس وأربعين،