ويوسف بن موسى، وعنه: وأبو بكر ابن المقري، وأبو عمر بن حيويه، وعمر بن شاهين، وجماعة.
وقال ابن يونس في تاريخ مصر: هو قاضي مصر، أقام بها طويلا، وكان شيئا عجيبا ما رأينا مثله، ولا قبله، ولا بعده، وكان تفقه على مذهب أبي ثور، واستعفى من القضاء، فعزل سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، فذهب وأقام ببغداد وكان ثقة ثبتا، وقال البرقاني: ذكرته للدارقطني، فذكر من جلالته وفضله، وقال: حدث عنه النسائي في الصحيح، ولم يحصل منه حرف، وقد كتبت الحديث قبل موته بخمس سنين.
وقال ابن زولاق في تاريخ القضاة بمصر: إنه كان عالما بالاختلاف، والمعاني، والقياس، عارفا بعلم القرآن والحديث، فصيحا عاقلا عفيفا، قَوَّالا بالحق، سمحا متعصبا، وكان قد ولي قضاء واسط قبل مصر، وذكر أن أمير مصر تكين كان يأتي إلى مجلس القاضي أبي عبيد، فلا يقوم له القاضي عن أمره له في ذلك، وإذا جاء القاضي إلى مجلس الأمير تكين قام له ومشى خطوات، وذكر أنه ولي قضاء مصر ثماني عشرة سنة من ثلاث وتسعين إلى سنة إحدى عشرة، وكان في وجهه جدري، ولم يكن منظره بذلك، ولكن كان من فحول الرجال، وكان رزقه في كل شهر مائة وعشرين دينارا، قال: وهو آخر قاض ركب إليه الأمير،
وكان يقول: ما يقلد إلا عصبي، أو غبي، وجميع أحكامه بمصر باختياراته، وكان أولا يذهب إلى قول أبي ثور، وكان يورث ذوى الأرحام، وذكر عنه حكايات تدل على عقل تام، وعفاف وكرم، وقال أبو بكر بن الحداد: سمعت أبا عبيد القاضي، يقول: ما لي وللقضاء لو أقتصر على الوراقة، ما كان حظي بالردي، قال الخطيب