الكثير، وصنف الكتب المهمة: كالتفسير الجليل (المقدار) ، وكتاب (الجرح والتعديل) ، وكتاب (العلل) المبوب على أبواب الفقه، وغير ذلك، وله كتاب في مناقب الإمام الشافعي، رحمه الله، وقد رأيت في بعض التعاليق: أنه صلى، وصلى وراءه النسائي، فلما سلم، قال له: يا أبا محمد، إنك أطلت السجود، وإني سبحت في سجودي وراءك سبعين مرة، فقال: لكني لم أسبح إلا ثلاثا، وذكروا أنه لما انهدم بعض سور طرسوس احتيج في بنائه إلى ألف دينار، فقال أبو محمد هذا
لأهل مجلسه الذين كان يلقي عليهم التفسير: من رجل يبني ما وَهِيَ من هذا السور، وأنا ضامن له عند الله قصرا في الجنة؟ فقام إليه رجل من العجم، فقال: هذه ألف دينار، واكتب لي خطك بالضمان، فكتب له رقعة بذلك، وبنى ذلك السور، وكان مهما في مقابلة العدو، وقدر موت ذلك العجمي، فلما دفن دفنت معه تلك الرقعة، فجاءت ريح فحملتها فوضعتها في حجر ابن أبي حاتم، وقد كتب في ظهرها: قد وفينا ما ضمنته ولا تعد إلى ذلك.
وقد ذكره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح في الطبقات، ولم يزد في ترجمته على إيراد حكاية رواها الخطيب البغدادي، وهي: أن ابن أبي حاتم، لما ورد بغداد، روى حديثا فخطأه في إسناده الحافظ أبو العباس بن عقدة، فقام على ابن عقدة بعض من تعصب لابن أبي حاتم وحبسوه، فنظر ابن أبي حاتم فيما قاله ابن عقدة، فرأى الحق معه، فاعترف به ففرج عن ابن عقدة، رحمهم الله، ولم يؤرخ وفاته، وقد توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة.