وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله بن منده، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر الحيري، وابن الفقيه أبو نصر محمد بن علي الفقيه، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه، وآخر من روى عنه سماعا: علي بن محمد الطرازي، ومنصور بن الحسين بن محمد النيسابوري، وآخر من حدث عنه بالكتابة: أبو نعيم الأصبهاني، وقد مات سنة ثلاثين وأربع مائة، وبينه وبين وفاة أحمد بن المبارك المستملي أحد الرواة عن الأصم، مائة وستة وأربعين سنة، والله أعلم.
قال الحاكم: سمعت محمد بن الفضل، يقول: سمعت جدي أبا بكر بن خزيمة، وسئل عن سماع كتاب المبسوط تأليف الشافعي من الأصم، فقال: اسمعوا منه، فإنه ثقة قد رأيته سمع بمصر، قال: وسمعت أبا أحمد الحاكم، سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو، غير أبي العباس الوراق، يعني: الأصم، وقد حضرت أبا العباس يوما، وخرج ليؤذن العصر فوقف، وقال بصوت عال: أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن.
قال الحاكم: وقد أذن في مسجده سبعين سنة فيما بلغني، وكان حسن الصوت سخي النفس، ربما كان يحتاج فيورق، ويأكل من أجرته، وكان يكره الأخذ على التحديث، وكان ابنه أبو سعيد ووراقه، يطالبان الناس، ويعلم هو فيكره ذلك، ولا يقدر على مخالفتهم، قال الحاكم: وإنما ظهر فيه الصمم بعد انصرافه من الرحلة، فاستحكم فيه حتى بقي لا يسمع نهيق الحمار، قال: وكان محدث وقته بلا مدافعة، حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة، ولم يختلف في صدقة، وصحة سماعه، قال: وخرج علينا في ربيع الأول سنة