للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأنصاري، سمعت عمر بن شبة، يقول: سمعت الأصمعي، يقول: لما خرج الرشيد حاجا، رأى يوم خروجه من الكوفة بهلولا المجنون على الطريق يهذي، فقال له الربيع: أمسك فقد أقبل أمير المؤمنين، فأمسك حتى حاذى الهودج فقام على قدميه، فقال: يا أمير

المؤمنين، سمعت أيمن بن نابل، يقول: سمعت قدامة بن عبد الله، رضي الله عنه، يقول: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، على ناقته العضباء ليس هناك طرد، ولا رد، ولا إليك وإليك، وكان خيرا منك، وإن تواضعك في شرفك، أحسن من تكبرك، فقال: عظنا يا بهلول فقال: من آتاه الله مالا، وجمالا، وسلطانا، فواسي من ماله، وعف في جماله، وعدل في سلطانه، كان في ديوان الله من المقربين، قال: قد أمرنا لك بجائزة، قال: لا حاجة لنا في الجائزة، قال إن كان عليك دين قضيناه عنك، قال: إن الدين لا يقضي بالدين، فاقض دين نفسك، قال: فيجرى فليك مجرى، قال: سبحان الله! أنا وأنت عبدان لله، عز

وجل، أتراه يذكرك وينساني؟ ثم مر وهو يترنم فبعث خلفه من يسمع ما يترنم به فإذا هو يقول:

دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش، فلا تطمع

ولا تجمع من المال ... فلا تدري لمن تجمع

وأمر الرزق مقسوم ... وسوء الظن لا ينفع

ولا تدري أفي أرضك ... أم في غيرها تصرع؟

<<  <   >  >>