ست وثلاثين وثلاث مائة، وكان إماما، وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب في أصول الفقه، وله شرح الرسالة، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر، قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: والأظهر عندنا، أنه لم يدرك ابن سريج، وهو الذي ذكره المطوعي في كتابه، قال: وحكى الحاكم، أنه توفي بالشاش، في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاث مائة، قال: وقول الشيخ أبي إسحاق: إنه مات سنة ست وثلاثين وهم قطعا، وقال الحليمي: كان شيخنا القفال أعلم من لقيته من علماء عصرة، وقال الحاكم
النيسابوري: كان أعلم أهل ما وراء النهر، يعني: في عصره، بالأصول، وأكثرهم رحلة في طلب الحديث، وقال ابن السمعاني: لأبي بكر القفال، كتاب دلائل النبوة، وكتاب محاسن الشريعة، وقال النووي في تهذيبه: إذا ذكر القفال الشاشي فالمراد هذا، وإذا ورد القفال المروذي فهو القفال الصغير الذي كان بعد الأربع مائة، قال: ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في التفسير، والحديث، والأصول، والكلام، والمروذي يتكرر ذكره في الفقهيات، قلت: وله تفسير كبير، سئل عنه أبو سهل الصعلوكي، فقال: قدسه من وجه، ودنسه من وجه، يعني: من جهة نصره لبعض ما يوافق المعتزلة، والله أعلم، ومن غرائب وجوه
القفال، جواز الجمع بين الصلاتين للمرض، وأن الكبير يعق عن نفسه وهذا غريب، وقد نص الإمام الشافعي: أنه لا يعق عن كبير، والله أعلم، وقال البيهقي: سمعت أبا نصر بن قتادة، قال أنشدنا القفال:
أوسع رحلي على من نزل ... وزادي مباح على من أكل
نقدم حاضر ما عندنا ... وإن لم يكن غير خبز وخل
فأما الكريم فيرضى به ... وأما اللئيم فمن لم أبل
وقال أبو سعد السمعاني: ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ومات بالشاش في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاث مائة، كما ذكره الحاكم، رحمه الله.