وتفقه عليه الشيخ أبو حامد الإسفراييني، بعد موت شيخه أبي الحسن بن المرزبان، وقال: ما رأيت أفقه منه، وقال الشيخ أبو إسحاق: وأخذ عنه عامة شيوخ بغداد، وغيرهم من أهل الآفاق، وذكر غيره أنه كان يجتهد في المسألة، ويختار فيها ما صح عنده فيه من الحديث، وربما أفتى على خلاف المذهب، ويقول ويحكم، حدث فلان عن فلان عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بكذا وكذا، والآخذ بالحديث أولى، من الآخذ
بقول الشافعي، وأبي حنيفة، روى الحديث عن جده لأمه الحسن بن محمد الداركي، وغيره.
قال الخطيب: وحدثنا عنه: أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة، أثنى عليه الدارقطني، وقال: ابن أبي الفوارس، كان ثقة في الحديث، وكان يتهم بالاعتزال، وقال الخطيب: ثنا العتيقي، قال: سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، فيها توفي أبو القاسم الداركي شيخ الشافعيين، يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال، وكان ثقة، أمينا، انتهت إليه الرياسة على مذهب الشافعي، ومن مفرداته أنه لا يجوز السلم في الرقيق، والمشهور، الذي عليه الجمهور خلافه.