قال الحاكم: كان أحد أئمة المسلمين، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي، وأحسنهم نظرا، وأزهدهم في الدنيا، سمعت أبا بكر البزار، يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة، وقال الخطيب: حدث ببغداد، ثم جاور بمكة، وحدث هناك بصحيح البخاري من الفربري، وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب، وقال الأستاذ أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا زيد المروزي، يقول: كنت نائما بين الركن والمقام، فرأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا زيد إلى متى تدرس في كتاب الشافعي، ولا تدرس كتابي؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ فقال: جامع محمد بن
إسماعيل، يعني: البخاري، رحمه الله، أوردها الشيخ أبو زكريا النووي في تهذيبه، أن أبي سعد السمعاني رواها، وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: ومنهم: أبو زيد المروزي، صاحب أبي إسحاق، مات بمرو، في رجب ثالث عشر سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة، قال: وكان حافظا للمذهب، حسن النظر، مشهورا بالزهد، وعنه أخذ أبو بكر القفال، وفقهاء مرو.
قلت: وروى عنه، أنه ولد سنة إحدى وثلاث مائة، وقال إمام الحرمين في باب التيمم من النهاية: كان أبو زيد من أذكى الأئمة قريحة، رحمه الله.