يقول: ليس في الأرض فرضي، إلا من أصحابي، أو من أصحاب أصحابي، أو لا يحسن شيئا.
قال الخطيب البغدادي: حدثني أبو بكر محمد بن علي الدينوري، سمعت أبا الحسين الفرضي، يعني: بن اللبان، سمعت أبا بكر بن داسة، يقول: سمعت أبا داود، يقول: كتبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خمس مائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب، يعني: كتاب السنن، جمعت منه أربعة آلاف وثمان مائة حديث، ذكرت الصحيح، وما يشبهه، ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث، أحدها، قوله، عليه الصلاة السلام:«الأعمال بالنيات» ، والثاني، قوله:«من حسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه» ، والثالث، قوله:«لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يرضى لنفسه» ،
والرابع، قوله:«الحلال بين والحرام بين» ، الحديث، والله أعلم، قال ابن اللبان: أنشدنا أشياخنا، عن عبد الله بن كثير، حين سأله أهل مكة، أن يقرئهم القرآن بعد وفاة مجاهد، رحمه الله، فقال:
بني كثير كثير الذنوب ... ففي الحل والبل من كان سبه
بني كثير دهته اثنتان ... رياء وعجب يخالطن قلبه
بني كثير أكول نؤوم ... وليس كذلك من خاف ربه
بني كثير يعلم علما ... لقد أعوز الصوف من جز كلبه
قال المؤلف، رضي الله عنه، الشيخ الإمام العلامة عماد الدين إسماعيل بن كثير القرشي: ويروي هذه الأبيات محمد بن كثير البغدادي، فالله أعلم.
محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهماني الحافظ أبو عبد الله الحاكم