للتدريس، ففعلت في سنة ثلاثين وأربع مائة، أحسن الله عني جزاءه، ورضي عنه، وقال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي: كان أبو الطيب ورعا، عارفا بالأصول والفروع، محققا، حسن الخلق، صحيح المذهب، اختلفت إليه، وعلقت عنه الفقه سنين، وقال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدب، سمعت أبا محمد البافي، يقول: أبو الطيب الطبري، أفقه من أبي حامد الإسفراييني، وسمعت أبا محمد، يقول: أبو الطيب، أفقه من أبي
محمد البافي، وقال القاضي أبو بكر بن بكر الشامي: قلت للقاضي أبي الطيب شيخنا، وقد عمر: لقد متعت بجوارحك أيها الشيخ، فقال: ولم لا، وما عصيت الله بواحدة منها قط، أو كما قال، وقال غير واحد: سمعنا أبا الطيب الطبري، يقول: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم، في النوم، فقلت: يا رسول الله، أرأيت من روى عنك أنك، قلت:«نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها» ، الحديث، أحق هو؟ قال: نعم، قلت: كان مولده ببلده آمل طبرستان، سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، ثم رحل في طلب العلم إلى بلدان شتى، حتى استقر به المنزل ببغداد، فتفقه بها، وبرع، وساد، وأفتى، وصنف، وولي قضاء ربع الكرخ،
بعد موت القاضي الصيمري، ولم يزل حاكما إلى أن مات بها، في ربيع الأول سنة خمسين وأربع مائة، رحمه الله وأكرمه.
ومن مفرداته: أن خروج المني ينقض الوضوء، ومنها: أن صلاة الكافر في دار الحرب، يكون إسلاما، ومنها: لو فرقت صيعان صبرة، فباع واحدا منها مبهما، صح لانتفاء الغرر، قال النووي: والصحيح خلافه في الثلاثة.