قال أبو جعفر بن أبي علي: كان شيخنا أبو عامر من أركان مذهب الشافعي بهراة، وكان شيخنا شيخ الإسلام يزوره، ويعوده في مرضه، ويتبرك بدعائه، وكان نظام الملك يقول: لولا هذا الإمام في هذه البلد لكان لي ولهم شأن يهدده به، وكان يعتقد فيه اعتقادا عظيما لكونه لم يقبل منه شيئًا قط، ولما سمعت منه مسند الترمذي هنأني شيخ الإسلام، وقال: كم تخسر في رحلتك؟ قلت: كان يحدث بجامع الترمذي عن عبد الجبار الجراحي، وروى أيضًا عن جده محمد بن محمد الأزدي، والقاضي أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي، وأبي معاذ أحمد بن محمد الصيرفي وجماعة، وعنه المؤتمن الساجي، والحافظ محمد بن
طاهر المقدسي، وأبو نصر اليونارتي، وزاهر الشحامي، وأبو عبد الله الفراوي وجماعة آخرهم موتًا أبو الفتح نصر بن سيار، قال السمعاني: هو جليل القدر كبير المحل عالم فاضل، وقال أبو نصر الفامي: كان عديم النظير زهدا وصلاحا وعفة، ولم يزل على ذلك من ابتداء عمره إلى انتهائه، وكانت إليه الرحلة في الأقطار والتقصد لأسانيده، ولد سنة أربع مائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربع مائة.