التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف الكثيرة والفوائد الغزيرة، ولد في الحادي والعشرين من شعبان سنة ست وخمس مائة، فسمعه أبوه بنيسابور ومرو، وذلك سنة عشر، وله من العمر أربع سنين، فنشأ بين بني عمه وأهله، فلما راهق قرأ القرآن والفقه ودرس بالمدرسة العميدية، ورحل قبل الثلاثين للعلم إلى أصبهان والعراق والحجاز والشام وطبرستان وما وراء النهر، فسمع بنفسه من الفراوي، وزاهر الشحامي، وهبة الله السدلي، وتميم الجرجاني، وعبد
الجبار الخواري، وإسماعيل بن محمد الحافظ، وخلق لا يحصون كثرة بمدائن شتى، وصنف كذلك معجم البلدان، وكتب عمن دب ودرج وعمل معجمًا في عشر مجلدات، قال ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلغه أحد قال: وكان ظريفًا حافظًا واسع الراحلة ثقة صدوقًا دينا جميل السيرة مليح التصانيف كثير السرار والأسانيد لطيف المزاج، قال: وروى عنه مشايخه وأقرانه، وحدثنا عنه جماعة من أهل خراسان وبغداد، وقد روى عنه أيضًا ابنه أبو المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني الحافظ، وأبو القاسم ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو أحمد ابن سكينة، وعبد العزيز بن منينا،
وأبو روح الهروي، وأبو الضوء شهاب الشذياني، وخلق كثير وجم غفير، هذا مع أنه لم يعمر بل مات قبل الستين سنة، قال ابنه عبد الرحيم: توفي يوم عشرة من ربيع الأول سنة ثنتين وستين وخمس مائة رحمه الله.
ذكر مصنفاته التي سردها ابن النجار، وذكر أنه وجدها بخط الذيل على: تاريخ الخطيب أربع مائة طاقة، طراز الذهب في أدب الطلب مائة وخمسون طاقة، الإسفار عن الأسفار