مذهب الإمام الشافعي بالري على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان، وتكلم في مسائل الخلاف، وامتدح الملوك والخلفاء والوزراء، واكتسب مالًا جزيلًا ومجدا أثيلا، ذكره ابن السمعاني في ذيله فقال: كان فصيحا حسن الشعر، وقال الذهبي: سمع من أبي طالب الحسين بن محمد الذهبي، وبواسط من أبي المجد محمد بن جهور، وله ديوان مشهور وترسل، وكان بارعًا في الشعر محسنًا بديع المعاني وبليغ الرسائل ذا خبرة تامة باللغة، وقال ابن أبي الطيب الثقفي: كان شاعرًا فاضلًا وافر
العقل والأدب عظيم المنزلة في الدولتين العباسية والسلجوقية، وكان ذا معرفة تامة للأدب وحفظ كثير للشعر، إمامًا في الرأي حسن العقيدة، حدثني عبد الباقي بن رزيق الحلبي الزاهد، قال: رأيته واجتمعت به فكان صدرًا في كل علم، عظيم النفس حسن الشارة، يركب الخيل العربية الأصليلة ويتقلد بسيفين، ويحمل خلفه الرمح ويأخذ نفسه بما يأخذ به الأمراء، ويتبارى في لفظه، ويعقد القاف، وكان أفصح من رأيت، وكان يناظر على مذهب الجمهور يعنى أهل السنة، ولهذا قال فيه أبو القاسم بن الفضل:
كم تبادى وكم يطول طرطورك ... ما فيك شعره من تميم
فكل الضب واقرط الحنظل اليابس ... واشرب إن شئت بول الظليم
فليس ذا وجه من يضيف ولا يقري ... ولا يدفع الأذى عن حريم
، قال القاضي شهاب الدين شداد، فأجابه الحيص بيص بما