فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه، ولا يكشف عجاج غباره إلا من سار معه في مساره، ولا ينال تحقيقه إلا من سلك طريقه، فرحمة الله عليه، الذي أجاد وأفاد، ودقق وحقق، وحرر وقرر وزين،
وصنف وألف، وجمع وحشد، وأسس وأكد، ومهد وأطنب، وبين المشهور والغريب والبعيد والقريب والصحيح والمستقيم والضعيف والسقيم وما عليه الأكثرون، وما ندر بالمذهب به الأقلون، والمنصوص والمخرج، والخالص من الحسن والمهرج، هذا وله غيره من المصنفات المهمة والفوائد الجمة مثل: اختصار هذا بل الفتح العزيز، وشرح مسند الشافعي، أحد أئمة التبريز مع الرياسة، والصيانة، والسيادة والأمانة، والاعتناء بالتفسير، والفقه، والحديث، والإملاء، والإفادة، والتحديث، وقد أجاز له أبو زرعة المقدسي، وسمع منه الحافظ زكي الدين المنذري بالمدينة النبوية.
وقال الشيخ أبو زكريا النووي: كان من الصالحين المتمكين، وكانت له كرامات كثيرة ظاهرة، وقال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح: توفي في أواخر سنة ثلاث، أو أواخر سنة أربع وعشرين وست مائة بقزوين، رحمه الله تعالى.
وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وست مائة، سمع الرافعي الحديث من أبيه حضورا إلى سنة ثمان وخمسين وخمس مائة، وكانت لأبيه رحلة وقرأ بنفسه عليه سنة تسع وستين، وعلى أبي بكر عبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك، وروى في أماليه عن أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن