وعمر بن الحاجب، وقال: كان يشارك في علوم كثيرة، وكان وكيلا لبيت المال، فلم يحسن السيرة قبل القضاء، قلت: قبل شأنه إمام الملك العادل واعتنى به الصاحب ابن شكر وبعثوه رسولا إلى الخلافة غير مرة، فعظم ودرس في الأمينية بعد التقي الضرير، وباشر وكالة بيت المال، ثم ولي القضاء بالشام وولي تدريس العادلية أيام المعظم، وألقى بها التفسير كاملًا دروسًا واختصر كتاب الإمام الشافعي، وصنف
فرائض.
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: كان في ولايته عفيفا في نفسه نزيها مهيبا ملازما لمجلس الحكم بالجامع وغيره.
وكان ينقم عليه أنه إذا ثبت عنده دراية أمر بالمصلحة مع بيت المال، ونقم عليه ولايته ولده التاج محمد نيابة الحكم مع السيرة غير المستقيمة، قال: وتكلموا في انتسابه إلى قريش، قال: وولي القضاء بعده والتدريس بالعاملية القاضي شمس الدين بن الحولي، وتوفي في أواخر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وست مائة، ودفن بمجلس بقاعته قبلي الخضروات إلى جانب المدرسة الصدرية الحنبلية من المشرق، قال الحافظ الضياء: وقليل من الخلق كان يترحم عليه، قلت: ليس في ترجمته ما يغير خواطر الناس عليه إلا ما ذكر من أمره بالمصالحة لبيت المال، والله أعلم.