الخمسين وخمس مائة، وقرأ بها القراءات على الشيخ محمد الصفار، ثم ارتحل إلى بغداد وقرأ الهداية أولًا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، واشتغل عليه في الخلاف، وبرع فيه وحفظ طريقة الشريف، ثم تحول شافعيًا، وصحب أبا القاسم بن فضلان، واشتغل عليه في الخلاف ونظر في طريقة أسعد الميهني، وتفنن في علم النظر والكلام والحكمة، وصنف في ذلك كتبًا مشهورة، دخل مصر وتصدر بالجامع الظاهري للاشتغال في العقليات وغير ذلك وأعاد بمدرسة الشافعي، ثم قاموا عليه ونسبوه إلى سوء العقيدة.
قال القاضي ابن خلكان: وضعوا خطوطهم بما يستباح الدم، فخرج مستخفيًا إلى الشام، ونزل حماة مدة وصنف في الأصلين، والحكمة والمنطق والخلاف، وكل ذلك من تصانيفه المشهورة الإحكام في أصول الأحكام، وإنكار الأفكار، ودقائق الحقائق، ومنتهى السؤال في علم الأصول، وطريقة في الخلاف، وغير ذلك، ثم قدم دمشق في اثنتين وثمانين وخمس مائة، وأقام بها مدة ثم ولاه الملك المعظم ابن العادل تدريس العزيزية، فلما ولي أخوه الملك الأشرف موسى عزله عنها، ونادى في المدارس من ذكر غير التفسير والحديث والفقه أو تعرض لكلام الفلاسفة نفيته، فأقام السيف الآمدي خاملًا في بيته إلى أن توفي
في صفر سنة إحدى وثلاثين وست مائة، ودفن بتربته بقاسيون.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: وكان يظهر منه رقة قلب وسرعة دمعة، ولم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين، وعلم الكلام، قلت: وقد حدث بغريب الحديث عن ابن شاتيل، ومن تلاميذه: القاضي