للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسن ابن شيخ الشيوخ عماد الدين أبي الفتح المشهور بابن حمويه الحموي الجويني الأصل، الدمشقي المولد والوفاة، ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة بمصر، واشتغل بها، وسمع الحديث من عدة مشايخ وأسمع بدمشق والقاهرة، وتولى مناصب والده بعد وفاته التدريس بالشافعي، ومشهد الحسين، ومشيخة سعيد السعداء، وكان صدرًا كبيرًا رئيسًا نبيلًا معظمًا في الدولة له نفوذ وكلمة ورأى متبع، وهو الذي قام في قضية الملك الجواد في تملك دمشق بعد الكامل، فانتظم أمر الجواد بمساعدته، ثم شرع في نقض ما أبرمه عن ممالأة العادل ابن

الكامل صاحب مصر، وبعثه إليه العادل إلى دمشق ليعزله عنها ففطن الجواد لذلك، وتنبه له ولم يزل حتى قتله، بأن سلط عليه فداوية فقتلوه، قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وفي السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وست مائة نفر ثلاثة على عماد الدين عمر ابن شيخ الشيوخ داخل قلعة دمشق، فقتله أحدهم، وكان من بيت التصوف والإمرة من أعيان المتعصبين لمذهب الأشعري، قلت: حضر جنازته بشر كثير، ودفن في تربة سعد الدين بن حمويه بقاسيون رحمه الله، ومن شعره:

ولما حضرنا والنفوس كأنها ... لفرط اتحاد بيننا جوهر فرد

وقام لنا ساق يدير مع الرحا ... كئوس اقتراب ما لشاربها خد

فيا رب لا تجعل حراما لحلالها ... فيصبح حدا من تناولها البعد.

<<  <   >  >>