إسماعيل صاحبها، فسعى للقاضي الرفيع في قضاء بعلبك، فكان عندهم بها مدة، فلما انتقل الصالح إسماعيل إلى ملك دمشق، واستوزر أمين الدين هذا المذكور نقل القاضي الرفيع إلى قضاء
دمشق بعد موت قاضي القضاة شمس الدين الخويي المتقدم ذكره فسار هذا القاضي ابن الرفيع سيرة فاسدة، حمله عليها قلة دينه وسوء عقيدته من إثبات المحاضر الفاسدة، وقبول شهود الزور المستعملين عنده والدعاوى الباطلة على أرباب الأموال، وأكل أموال الأوقاف واليتامى والرشا، وغير ذلك من الوجوه الباطلة، وذلك عما لاقاه من الوزير الأمين بل الخئون هذا مع أن القاضي كثير استعمال الشرب المحرم المجمع عليه، وحضوره إلى صلاة الجمعة وهو سكران وداره كلها خمارة أو حانة، فلما عمت به المصيبة وتفاخم الأمر، واشتهر الخطب أزاح الله الكربة وأراح البلد بأن أوقع بينه وبين الوزير،
وأراد كل منهما هلاك الآخر ودماره، فبادر الوزير فشعث عليه عند الصالح فقال له: هذا أنت جئت به وأنت تفضل، به فعند ذلك طلبه طلبا عنيفا وسلمه إلى المقدمين من بني صبيح وغيرهم من أهل البقاع وأمرهم أن يذهبوا به، فهلكوه فيقال: إنهم ألقوه من شاهق في تلك البلاد، وقيل: إنه صلى ركعتين قبل ذلك، والله أعلم.
وقال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وفي ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وست مائة قبض على أعوان الرفيع الجيلي الظلمة الأرجاس، وكبيرهم الموفق حسين الواسطي بن الرواس وسجنوهم وعذبوهم بالضرب والعصر والمصادرة، ولم يزل ابن الرواسي في العذاب والحبس إلى أن توفي جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وست مائة، قال: وفي ثاني عشر ذي الحجة، أخرج الرفيع من داره وحبس بالمقدمية، قال: ثم