للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بيت عريق في السلطنة، ولما

استحوذ هولاكو - لعنه الله - على بغداد، وملك البلاد ساق إلى البلاد الحلبية، فأخذها وقتل أهلها يوهم الملك الناصر كثيرا، وركب في جيشه وهرب إلى الديار المصرية، فتمزق جيشه وتراجعوا، ولم يبق إلا في نفر يسير فرجع هو أيضا بعد أن بلغ قطب على وادي موسى، وجاءت رسل التتار بالفرمان، والأمان لأهل دمشق، فاستحوذوا عليها، واستنابوا بها كتبغالوبن، وكان كافرا فاجرا يميل إلى دين النصرانية، وبعثوا وراء الناصر، فاقتبضوه في تلك البلاد بعد أن سافروا وراءه أياما في البراري فرجعوا، وهو معهم كالأسير فمروا به على دمشق، ونزل بظاهر البلد، تحت الرسيم والهوان، وذهبوا به

ومروا به على حلب، وقد تغيرت معالمها ورسومها وخرب سورها ومتعلقها، وقد أمكنوا بها، فاستعبر عند ذلك باكيا، وقال:

يعز علينا أن نرى ريعكم يبلى ... وكانت به آيات حسنكم تتلى.

لما قدموا به على هولاكو أكرمه واحترمه، وقد كان هولاكو يتوهم من جيوش الشام ومصر، وكان قد جمع رعبا من الناصر، فلما هرب أمامه استهان به وحقره، وبقي عنده الناصر كالأسير إلا أنه يعامله معاملة الملوك الأسراء، فلما التقى الجمعان الجيش المصري المؤيد المظفري مع الفريق المخزول التتري عند عين جالوت فأعز الله الإسلام وأهله وكسر جيش الكفر ورجاله، وقتل اللعين كتبغالوبن استشاط الطاغية هولاكو غضبا حين علم أن جيشه لن يعجز الله في الأرض هربا استحضر الملك الناصر وأظهر حدته فيه، ورماه بسهام

<<  <   >  >>