للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقد. وقد نظر المرار إلى صورة النابغة هذه فجعلها لمتجردته التي سترى إن شاء الله.

أملح الخلق إذا جردتها ... غير سمطين عليها وسؤر

وذكر السمطين والسؤر زيادة- جعل العقد عقدين، وزاد في اليدين أساور كما ترى:

قال النابغة:

أمن آل مية رائحٍ أو مغتدي ... عجلان ذا زادٍ وغير مزود

أفد الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد

أي دنا الترحل، ولما نرحل بعد، وكأن قد فعلنا لأنا قد أجمعنا أمرنا فنحن على وجه المضي. وموضع السؤال حيث وضعه طريف. إذ منه إشعار بأنه لم يودع آل مية. وهذا قريب من قول المسيب بن علس:

أرحلت من سلمى بغير وداع ... قبل العطاس ورعتها بوداع

في الشطر الأول وحده. أما الشطر الثاني فيستفاد منه أن الوداع كان عجلاً كلاً وداع. وحتى هذا لم ينله النابغة وقد نص عليه كما سيلي:

زعم البوارح أن رحلتنا غدًا ... وبذاك تنعاب الغداف الأسود

ورواية الأقواء «خبرنا الغداف الأسود» وهي أقوى من التي لا إقواء فيها، لملاءمتها قوله «زعم». والتي لا أقواء فيها استنتاج لا خبر ولا زعم. وإنما أثبتناها هي دون رواية الأقواء تخفيفًا على القارئ للذي ينفر عنه من الأقواء. وقد بينا رأينا في الأقواء في أول كتابنا هذا من قبل وأن أشعارًا جيدة جاء فيها منهن همزية الحارث في المعلقات، ولولا توتر الرواية عن امرئ القيس لكان قوله «كبير أناس في بجاد

<<  <  ج: ص:  >  >>