للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالشكوى وصورة الغصن ذي الغلواء، والدعام المسند، وصورة الشمس بالأسعد، والأبيات الستة. ثم اذكر مع هذا في معنى الآجر والقرمد من معاني الأثافي. وهذا يقوى عندك ما كنا ذكرناه عن بيت الشماخ الذي ألمع به منذ حين:

أقامت على ربعيهما جارتا صفًا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما

وحسبنا هذا القدر من التفصيل عن نموذج الخمصانة المتجردة كما جاء به النابغة. ومما جاء مختصرًا على مذهب النابغة، والتجريد مفهوم فيه ضمنًا، بالرغم من ظاهر الكساء، قول ابن الخطيم:

تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ... بدا حاجبٌ منها وضنت بحاجب

ولم أرها إلا ثلاثًا على منىً ... وعهدي بها عذراء ذات ذوائب

وهذا كأنه اعتذار عن الإشعار بالتجريد في البيت الأول.

وقال وذكر العقد والنظرة:

تراءت لنا يوم الرحيل بمقلتي ... غريرٍ بملتف من السدر مفرد

والتفاف السدر ههنا كسجفي الكلة:

وجيد كجيد الرئم حالٍ يزينه ... على النحر منظومٌ وفضلٌ زبرجد

والذي اختصر على مذهب امرئ القيس كثير، وقد رأيت نظر النابغة إليه، وسترى إن شاء الله في باب القصص عندما نصير إليه.

وقال الأعشى:

مبتلة هيفاء رودٌ شبابها ... لها مقلتا رئمٍ وأسود فاحم

ووجه نقيُّ اللون صافٍ يزينه ... مع الحلي لبات لها ومعاصم

وتضحك عن غر الثنايا كأنه ... ذرى أقحوانٍ نبته متناغم

<<  <  ج: ص:  >  >>