بالشكوى وصورة الغصن ذي الغلواء، والدعام المسند، وصورة الشمس بالأسعد، والأبيات الستة. ثم اذكر مع هذا في معنى الآجر والقرمد من معاني الأثافي. وهذا يقوى عندك ما كنا ذكرناه عن بيت الشماخ الذي ألمع به منذ حين:
أقامت على ربعيهما جارتا صفًا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
وحسبنا هذا القدر من التفصيل عن نموذج الخمصانة المتجردة كما جاء به النابغة. ومما جاء مختصرًا على مذهب النابغة، والتجريد مفهوم فيه ضمنًا، بالرغم من ظاهر الكساء، قول ابن الخطيم:
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ... بدا حاجبٌ منها وضنت بحاجب
ولم أرها إلا ثلاثًا على منىً ... وعهدي بها عذراء ذات ذوائب
وهذا كأنه اعتذار عن الإشعار بالتجريد في البيت الأول.
وقال وذكر العقد والنظرة:
تراءت لنا يوم الرحيل بمقلتي ... غريرٍ بملتف من السدر مفرد