للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنظر هنا إلى امرئ القيس والنابغة وطرفة حيث قال.

ووجه كأن الشمس ألقت رداءها ... عليه نقيّ اللون لم يتخدد

جلي واضح. والأبيات في وصف هريرة، وهي كما تعلم من قوله «هر كولة فنق درم مرافقها» - وهو بدن بين. وأحسب أنه بتلها تبتيلاً ههنا، لأنها رحلت وحيل دونها، أو كما قال:

هي الهم لا تدنو ولا يستطيعها ... من العيس إلا الناجيات الرواسم

وقد تذكر ما قدمناه من أن الهيفاء للمرأى لا للوصل.

على أن هريرة بين بوادن الأعشى، أقربهن إلى الخمصانة ونأمل أن نعرض لهذا المعنى حين نصير إلى ما يبالغ فيه الشعراء من نماذجهن.

والآن ننتقل إلى نعت البادنة.

البادنة:

وهي تكسى وتجرد. فمن أمثلة كسائها قول النابغة:

تلوث بعد افتضال الدرع مئزرها ... لوثًا على مثل دعص الرملة الهاري

وقال الأعشى عن هريرة:

هركولةٌ فنقٌ مرافقها ... كان أخمصها بالشوك منتعل

وقد وعدنا العودة إلى هذا إن شاء الله.

وقال الأعشى أيضًا:

يوم أبدت لنا قتيلة عن جيدٍ تليعٍ تزينه الأطواق

وشتيتٍ كالأقحوان جلاه الطل فيه عذوبةٌ واتساق

وأثيثٍ جثل النبات ترويه لعوبٌ غريرةٌ مفناق

<<  <  ج: ص:  >  >>