للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي بادنة، وهذا محل الاستشهاد.

حرةٌ طفلة الأنامل كالدميمة لا عابسٌ ولا مهزاق

والمهزاق الكثيرة الضحك. ونعت الأخلاق هنا لا يخفى، يعني الأعشى أن قتيلته مهذبة مؤدبة ليبية. والنموذج مكسو كما ترى.

وقال حسان فكسا وجرد:

تبلت فؤادك في المنام خريدةٌ ... تسقي الضجيع بباردٍ بسام

كالمسك تخلطه بماء سحابةٍ ... أو عاتقٍ كدم الذبيح مدام

يصف قبلتها له في المنام، يشبهها بالخمر الحمراء يمازجها المسك والماء وقوله بسام صورة ما قبل القبلة كما ترى.

نفج الحقيبة بوصها متنضدٌ ... بلهاء غير وشيكة الأقسام

وقد مر الحديث عن نعت السجايا في عجز البيت ومقابلته ما في صدره. والنموذج مكسو ههنا. والحقيبة عني بها كفلها، إذ هو لما تبديه الثياب منه، كأنما هو شيء تحتقبه لا جسم من جسمها. وقوله نفج الحقيبة أي كفلها ينفج ثوبها لامتلائه. وقوله «بوصها متنضد» تفصيل وشرح لحالة النفج التي ينفج بها كفلها الثوب. والبوص بفتح الباء وسكون الواو وبضمها أيضًا هو الكفل. متنضد أي أطباق، وإنما عني أطباق الثياب من فوقه، تنم على اكتنازه.

بُنيت على قطنٍ كأنه ... فضلاً إذا قعدت مداك رخام

والنموذج هنا مجرد حي. أحدث فيه الحياة بحركة القعود على ما يخالطها من ثبات وسكون. والقطن لحم الورك إلى حيث يلقي الظهر. وأجم أي لا تبدو منه عظام ناتئة وفضلاً حال من الضمير في كأنه الراجع إلى القطن. وحسان يوهمك أنها قعدت

<<  <  ج: ص:  >  >>