للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضلاً فانكشف وركها وأتم هو صورة الورك إلى الظهر، وإنما جرد الورك كما ترى؛ ثم شبه تماسكه وامتلاءه وبريقه ونعومته، كل ذلك بمداك الرخام، والمداك الحجر الذي يسحق عليه الطيب. والرخام فيه إشعار بعظم حجم كما فيه الملاسة والألق.

وتكاد تكسل أن تجيء فراشها ... في جسم خرعبةٍ وحسن قوام

أما النهار فيمام افتر ذكرها ... والليل توزعني بها أحلامي (١)

ثم أخذ بعد في حديث بدر الكبرى وفرار الحارث بني هشام

هذا،

وجاء امرؤ القيس بالبادنة المتجردة في قصيدته أخت المعلقة

ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي

وأسماها سلمى. وهذا مشكل إذ أول القصيدة ينعتها خمصانة، وهذا تمهيد، كالذي مهد به من الحبلى والمرضع والشحم كهداب الدمقس المفتل في المعلقة قبل أن ينعت بيضة خدرها الضامرة.

وهنا البادنة لا شك فيها ترتج عند الحركة. وقد أتبعها امرؤ القيس نعت عذارى خماص، جعلهن بإزاء العذارى البادنات في المعلقة، وذلك قوله:

وبيت عذارى يوم دجنٍ ولجته ... يطفن بجباء المرافق مكسال

الأبيات وسنلم بها إن شاء الله.

ولنا في تأويل هذا الإشكال وجوه. منها أن هذه اللامية تتمة للاميته «قفا نبك» فمن حيث انتهى هناك ابتدأ هنا. وقد تذكر أنه انتهى هناك بقوله «يضيء» الفراش وجهها لضجيعها- نعني منتهى نعت نموذج بيضة الخدر.


(١) يرفع النهار كرواية سيبوية أما النهار ففي قيد وسلسلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>