وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرًا في ثلاثة أحوال
ديارٌ لسلمى عافيات بذي الخال ... ألح عليها كل أسحم هطال
وقد اضطرب الشراح في «من هذه» إذ الشاعر يتحدث عن طلل، قال صاحب الخزانة:«وقوله: وهل يعمن، هو استفهام إنكاري استشهد به ابن هشام في شرح الألفية، على أن من يستعمل في غير العقلاء. وقال العسكري - في كتاب التصحيف- اختلفوا في معناه لا في لفظه، فقال الأصعمي: اللفظ على مذهب أنت يا طلل قد تفرق أهلك وذهبوا، فكيف تنعم بعدهم؟ أو المعنى، كيف أنعم أنا فكأنه يعني أهل الطلل».
قلت وكلام الأصمعي نص شاهد في الذي نذهب إليه من أن امرأ القيس لم يعن بالطلل إلا نفسه وذكرياته ويدخل فيها عهد الطلل وأهله. تأمل قوله:«كيف أنعم أنا فكأنه يعني أهل الطلل».
والمعنى فكيف ينعم من كان زمان نعمته في العصر الذي خلا. وكيف ينعم من ليس له عهد بحبيب أو أنيس في هذه الثلاثين شهرًا التي مضت منذ ثلاثة أحوال، ودأب العرب في التفرق دون العام أو العام من الموسم إلى الموسم؟ ومن فسر الأحوال بجمع الحال لا الحول واهم لا ريب. وكيف ينعم إلا سعيد مخلد والناس كلهم إلى الفناء؟ وأنا فان أو كما قال في الرواية التي لم يذكرها صاحب الدواوين الستة:
ألا إنني بالٍ على جملٍ بال ... يسير بنا بالٍ ويتبعنا بال
وهي في الديوان الذي جمعه السندوبي. والسياق يشعر بصحته لامرئ القيس وإن لم يكن له وكان منتحلاً فهو بمنزلة الشرح والتفسير.
وفسر بعضهم المخلد بالمقرط وهو على ضعفه إشارة إلى الحبيبة. وأجود منه أن تجعل معنى المخلد غير الفاني، كما هو ظاهر، ثم تجعل المخلد بمعنى ذي الأقراط