للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ههنا. فليرجع إليها في موضعها من الديوان، لقوة دلالتها على ما نحن بصدده من نموذج البادنة العظيمة.

ونصير الآن إلى مثال ثالث نختم به. وهو من قصيدة المرار التي مطلعها:

عجبٌ خولة إذ تنكرني ... أم رأت خولة شيخًا قد كبر

والقصيدة من المفضليات، والمرار شاعر إسلامي. والقصيدة كلها مسوقة من أجل النعت للمتجردة العظيمة أو قل المعظمة التي في آخرها. والشاعر يستهل بنموذج من الملاحاة لا يقف عنده غير قليل ريثما ينتقل إلى نعت حصان:

سائلٍ شمراخهُ ذي جببٍ ... سلط السنبك في رسغٍ عجر

وقد تبطن به واديًا جاده الغيث عازبًا. ثم يفتن في نعت هذا الحصان ويبالغ في أرنه ونشاطه:

ذو مراحٍ فإذا وقرته ... فذلولٌ حسن الخلق يسر

بين أفراسٍ تناجلن به ... أعوجيات محاضير ضبر

ثم ينتقل من الحصان إلى صفة ناقةٍ عيدية مرحة نشطةٍ كهذا الحصان «رسلة السموم سبنتاة جسر».

راضها الرائض ثم استعفيت ... لقرى الهم إذا ما يحتضر

ويشبهها بحمار فحل أقب بين آتن قب، وقد نشت عنها المياه لما اتقد حر الصيف فهيجها وجعل يخبط بها الأماعز في طلب الماء. وهذا الحمار أشبه شيء به هو في فحولته، إن بك الحصان ذو الشمراخ، والسبنتاة البازل أو التي جاوزت البازل، مما يشبهان روعة فتاته، ونزق حبه لها.

ثم إذ مهد بفحولة الحمار الوحشي لفحولة نفسه، جعل يفتخر-فذكر أول

<<  <  ج: ص:  >  >>