للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تعرف الدار لأم الغمر ... دع ذا وحبر مدخةً في نصر

فقال نصر، لا ذلك ولا هذا، ولكن بين الأمرين. أهـ»

هذا، وعندي أن ترتيب قصيدة المرار الجيد هو الذي في المفضليات. رواه ابن الأنباري عن أحمد بن عبيد بن ناصح وعن ثعلب وعن غيرهما من التقات. وهؤلاء فرسان الرواية. ولم يشر ابن الأنباري إلى تقدم يروي في البيت الثالث بعد الخمسين. وما كان ليخفى عنه مقال ابن قتيبة، للذي صح عنده من رواية ترتيبه (١).

وقد ذكر أن أبا عكرمة لم يرو القصيدة كلها، وهذا كان يلزمه إياه ما كان هو عليه من منهج البحث.

وقد نظر المرار -فيما أرى- إلى عينية سويد بن أبي كاهل، وقد تعلم كما قدمنا أن المرار شاعر إسلامي، وكان معاصرًا لجرير والفرزدق، وكان سويد بن أبي كاهل مخضرمًا من المتقدمين، وعينيته مما اشتهر من الشعر، وقد تمثل الحجاج بأبيات منها يوم رستقاباذ، منها قوله:

كيف يرجون سقاطي بعدما ... جلل الرأس بياضٌ وصلع

(وقد أشرنا إلى هذا في كتابنا المرشد في الجزء الأول منه بمعرض الحديث عن بحر الرمل) فكل هذا مما يسوغ ما نزعمه من نظر المرار إليه هذا وكأن المرار حين نظر إليه عمد إلى شيء كأنه عكس لمذهبه، ليلائم بذلك ما كان من أربه هو. ذلك بأن سويدًا قد ذكر رابعة في مستهل حديثه، ليذمر بها نفسه على ما كان يريد أن يقدم عليه من حرب ونفار. ثم لما حمى عاد إليها مرة أخرى، ليزيد بها تذميره لنفسه مرة أخرى، كالذي قدمنا لك عند الحديث عن قصيدته. أما المرار فإنه قد بدأ بنموذج الملاحاة كما قدمنا لك في قوله:

عجبٌ حولة إذ تنكرني ... أم رأت خولة شيخًا قد كبر


(١) شرح المفضليات- ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>