للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فظل بين تراقينا ندفعه ... وليس يعلم بالشكوى ولا القبل

يعني السيف ويكنى بهذا عن الفتوة والعفاف.

وقال الطغرائي:

إني أريد طروق الحي من إضمٍ ... وقد حمته رماة من بني ثعل

وفي أوائل هذا العصر تجد منه في شعر محمود زناتي وفي بعض شعر محمد سعيد العباسي رحمها الله.

ومن تأمل بعض قطع الشعر الحديث أو ما يقال له الحديث أو ما يقال له الحديث جدًا، أحس أنفاس أسلوب المجازفة القديمة فيه أيضًا.

ورحم الله أحمد شوقي حيث يقول:

دخل الكنيسة فارتقبت خروجه ... فأتيت دون طريقه فزحمته

فهذه الفكاهة فيها لون سوقي ولا يخفى أن الشاعر أراد به حلاوة القول- وقول العقاد رحمه الله، وقد ذكرناه في الجزء الأول:

ويا ليلتي لما ظفرت بقربه ... وقد ملأ البدر المنير الأعاليا

فيه نظر إلى الأصل الذي قدمناه. وقد نبهنا أن الحديث في هذا الباب مما يطول فنكتفي بهذا القدر، ومتى عن داع من بعد إلى ذكر شيء ذي بالٍ منه جئنا به في موضعه إن شاء الله وبه التوفيق.

هذا والضرب الرابع هو الملح وجعل منه أبو تمام قول الآخر وهو بعض الحجازيين:

خبروها بأنني قد تزوجـ ... ـت فظلت تكاتم الغيظ سرا

<<  <  ج: ص:  >  >>