للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قالت لأختها ولأخرى ... جزعًا ليته تزوج عشرا

وأشارت إلى نساءٍ لديها ... لا ترى دونهن للسر سترا

ما لقلبي كأنه ليس مني ... وعظامي كأن فيهن فترا

من حديثٍ نمى إلي فظيع ... خلت في القلب من تلظيه جمرا

وجانب الملحة ههنا في التحليل ولا يخلو من قسوة على النساء، غير أنه -ولا أبغي تعقيبًا على أبي تمام (وينبغي لي ولغيري أن يتأدب في مثل هذا الموضع كمثل أدب ابن رشيق حيث قال في باب المطبوع والمصنوع يذكر ابن الرومي أن التسليم له والرجوع إليه أحزم) - غير أنه أشبه بهذه الأبيات أن تكون من الغزل الحواري على مذهب ابن أبي ربيعة ولعلها له فهي في ديوانه على أن تعمية حبيب أمر نسبتها أقوى عندنا شهادة- وأسلوب الأبيات كأنه متأخر عن زمان عمر ناظر إليه وإلى نحو قوله في الدالية:

ليت هندًا أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما نجد

واستبدت مرةً واحدةً ... إنما العاجز من لا يستبد

زعموها سألت جاراتها ... وتعرت ذات يومٍ تبترد

أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله أم لا يقتصد

فتضاحكن وقد قلن لها ... حسنٌ في كل عين من تود

حسدًا حملنه من أجلها ... وقديمًا كان في الناس الحسد

وقوله «وأشارت إلى نساء لديها» ينظر إلى «زعموها سألت جاراتها» وإلى «أشارت بمدراها» فهذا الذي يرجح أن على قول الأحد المتأخرين عن زمان عمر قليلًا يحاكيه به والله تعالى أعلم والذي من حاق الملح نحو:

أيا سحاب طرقي بخير ... وطرقي بخصية وأير

ولا ترينا طرف البظير

<<  <  ج: ص:  >  >>