للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو:

وفيشةٍ ليست كهذي الفيش ... قد ملئت من خرقٍ وطيش

إذا بدت قلت أمير الجيش ... من ذاقها يعرف طعم العيش

وكل هذه من الحماسة والباب مليء بما هو من هذا المجرى وهو في كتالة الجاحظ كثير.

والذي نعنيه أنه الضرب الرابع من باب الغزل هو ما قصد فيه الشاعر إلى إمتاع سامعه بحديث مكشوف عن النساء «والجنس» وفي باب المجازفة مقاربة لهذا إذ المجازف مقدم على لقاء ممنوع خواضٍ إلى الطنيء كما قال الفرزدق، غير أن الحب هو دافعه:

وكذاك الحب ما أشجعه ... يركب الهول ويعصي من وزع

غير أن ثم بابا من أبواب الغزل، فيه المطلوبة بغيٌّ أو تراد لبغاء، والرسول قواد أو قوادة أو ما بمنزلتها، وقد وصف هذا الضرب الفرزدق في شعره حيث قال:

سيبلغهن وحي القول عني ... ويدخل رأسه تحت القرام

والقرام من أستار خدور النساء ذكره لبيد في معلقته «زوج عليه كلة وقرامها» وهنا يتحدث الفرزدق عن رسولٍ قواد:

أسيد ذو خريطةٍ نهارًا ... من المتلقطي قرد القمام

فقلن له نواعده الثريا ... وذاك عليه مرتفع الزحام

أي ذلك وقت انصراف الناس وارتفاع زحامهم من مجالسهم ونحوها.

خرجن إلي حين لبسن ليلًا ... وهن خوائفٌ قدر الحمام

مشين إلي لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام

<<  <  ج: ص:  >  >>