للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خص بيض النعام لأنه تشبه به العذارى.

فبتن بجانبي مصرعاتٍ ... وبت أفض أغلاق الختام

يحكى عن أحد أمراء الطوائف بالأندلس أنه جامع مائتي جارية في لحافٍ واحد. فعله أراد أن يجعل حقيقةً ما جاء به الفرزدق على سبيل المفاكهة. وقد جاءت هذه الأبيات في نسيب قصيدة مدح بها هشام بن عبد الملك. فكأن هشامًا كان يطربه أو يسره هذا القري من الملح. ويشهد على صحة هذا الحدس أبيات أبي النجم وكان ممن يؤذن له على هشام:

علقت خودًا من بنات الزط ... كأن تحت درعها المنعط

إذا بدا منها الذي تغطي ... شطًّا رميت فوقه بشط

لم يعل في البطن ولم ينحط

فيه شفاء من أذى التمطي ... كهامة الشيخ اليماني الثط

أي القليل شعر اللحية أو شعر اللحية والحاجبين.

وقد كان هشام ذا عقدةٍ وحزم. والأنس إلى فكاهة إحماض الشعر مما لا يوقع في مذمة إن شاء الله. وأحسب أن جران العود حاكى الفرزدق في صفة رسل غرامه حيث قال له في الفائية:

يبلغهن الحاج كل مكاتب ... طويل العصا أو مقعدٌ متزحف

ومكمونة رمداء لا يحذرونها ... مكاتبة ترمي الكلاب وتحذف

طويل العصا أي أعمى يتحسس بعصاه. مكمونة: رديئة العينين قبيحة منظرهما بحمرة فيهما ونحوها:

<<  <  ج: ص:  >  >>