للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ههنا يبدأ أسلوب الفكاهة أوضح، على أن نفسه في ما تقدم لا يخفى.

ولو أن دون لقائها ... المروت دافعة شعابه

لعبرته سبحًا ولو ... غمرت مع الطرفاء غابه

لأنه إذا غمر غابة القصب والطرفاء فخطره يحذر حذرا.

ولو أن دون لقائها ... جبلًا مزلقة هضابه

لنظرت أني مرتقا ... هـ وخير مسلكه عقابه

أي لو دونها جبل هضباته مزلقات لنظرت أين طريق مرتقاه ولاقتحمته وإن تكن العقبات المرهبات خير مسالكه.

لأتيتها إن المحب ... مكلف دنسٌ ثبابه

من هنا أخذ الفرزدق قوله: «خواض إلى الطنئ مخشف».

ولو أن دون لقائها ... ذا لبدةٍ كالزج نابه

لأتيته بالسيف أمشـ ... ـي لا أهد ولا أهابه

وقد ذكرنا رائية الوضاح:

قالت ألا لا تلجن دارنا ... إن أبانا رجلٌ غائر

فمن شاء زعم أن نفس الأعشى هنا فيه نفس وضاح الحضاري فكيف يكون ذلك وهو جاهلي ولزعم أن هذا من كلام الأعشى منحولٌ على مذهبي عمر ووضاح اليمن- وإذن للزم القائل بنحو هذا القول أن ينكر قول تأبط شرا حيث فخر وقال:

فرشت لها صدري فزل عن الحصى ... به جؤجؤ عبلٌ ومتنٌ مخصر

وقوله: «وإني قد لقيت الغول» والذين صححوا له هذا هم عينهم الذين شكوا في:

<<  <  ج: ص:  >  >>