للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأن أمر المتعات الحرام على منهج واحدٍ منذ بدء ذلك في الخليقة:

ولقد غبنت الكاعبا ... التي أحظ من تخبابها

بالخاء المعجمة وما أشبه أن يكون بالحاء لشبهه بسير المعنى وسياقه أي أجد الحظوة من محبتها. وتخبابها أي مخادعتهن هنا وله وجه كما ترى ويناسب ذكر الخيانة بعده.

وأخون غفلة قومها ... يمشون حول قبابها

حذرًا عليها أن ترى ... أو أن يطاف ببابها

لكنه ليس مجازفًا يتجاوز هؤلاء: «علي حراصًا لو يسرون مقتلي» - إنه مخادع مخاتل صاحب ريبات ومكايد.

فبعثت جنيًّا لنا ... يأتي برجع جوابها

الجني أراد به القواد يقصد إلى معنى تمرده. وقد عكس الفرزدق الصورة فجعله كالمجنون أو الأبله. وذلك من أجل ما كانت تقتضيه طبيعة المجتمع الإسلامي أن يحترس مثله أو يحترس منه، وأن يبدو من كان على مثاله أن من غير ذوي الإربة. وقد منع رسول الله صلى الله عليه وسلم هيتا من الدخول على الحرم لما سمعه يصف عند أم سلمة رضي الله عنها بادية بنة غيلان أنها تقبل بأربع وتدبر بثمان والحديث في الصحيح.

جعل الفرزدق مجنونه أو أبلهه أسيد (تصغير أسود)، مبالغة في تهوين شأنه، ذو خريطة (تصغير خريطة يضع فيها ما يصيب من القمامات) من المتلقطي قرد القمام، أي يتلقط قرد القمام أي النفايات التي في القمامات ومثل هذا يرثي لحاله ولا تحوم حوله تهمة واحترس أبو فراس بقوله نهارًا- أي هذه حاله في النهار أما في الليل

<<  <  ج: ص:  >  >>