للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو شيطان رجيم- جني كجني الأعشى.

فمشى ولم يخش الأنيـ .... ـس فزارها وخلابها

لأنه -بحكم جنيته- يقدر على التخفي والجن لا يراهم الإنس ولا يخافون من الإنس: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف].

فتنازعا سر الحديـ ... ـث فأنكرت فنزا بها

أي أنكرت ما قاله ولم ترضه فوثب بها في المكر وثبا.

عضب اللسان متقنٌ ... فطنٌ لما يعنى بها

صنعٌ بلين حديثها ... ...............

عضب اللسان، أي في لسانه حدة، ولا يكون هكذا إن لم تكن هاته التي يتحدث إليها بينه وبينها ما يجعله يستطيع ذلك وقوله: «فتنازعا سر الحديث» يدل على هذا.

«صنع بلين حديثها» لأن النساء لا بد معهن من المياسرة، بل والحق أحق أن يقال- إن المياسرة، مما تؤسر به قلوب البشر رجال أو نساء، ولصناعة سحر حديثه إليها ورقته لانت إليه.

صنعٌ بلين حديثها ... فدنت عرى أسبابها

أخذ هذا من قول امرئ القيس:

وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ... ورضت فذلت صعبةً أي إذلال

إلا أن امرأ القيس أورد قوله مورد المودة وذكريات الحب، وهذا أقرب إلى باب الحكمة وداخل في التأمل كما تقدم ذكره.

قالت قضيت قضية ... عدلًا لنا يرضى بها

فأرادها كيف الدخو ... ل وكيف ما يؤتى بها

<<  <  ج: ص:  >  >>