للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ههنا أنشد أبو العلاء هذه الأبيات في رسالة الغفران مستنكرًا بها على لسان النابغة الجعدي.

حتى إذا ما استرسلت ... للنوم بعد لعابها

هكذا رواية أبي العلاء ورواية الديوان كما في مختار الشعر الجاهلي: «من شدة للعابها» والمعاني متقاربة، غير أن رواية أبي العلاء أوضح وكأنها أجود:

قسمتها نصفين كل ... مسودٍ يرمى بها

فدلنا على أنها بغيٌّ من ضرب رفيع لا يطرقه إلا السادة. وفي خبر أبي سفيان أن سمية أم زيادٍ كانت دون ما يطلب لمثله إذ جاء فيه: «هاتها على نتن إبطيها» وكأن هذا جيء به لذم زياد وثلب أمه والله أعلم.

فثنيت جيد غريرةٍ ... ولمست بطن حقابها

كالحقة الصفراء صا ... ك عبيرها بملابها

ثم حتى الأعشى أدركه الحياء هنا، فعمد إلى ذكر الشراب، وإنما هو إيماء إلى استمرار المتعة واستئنافها.

وإذا لنا تامورة ... مرفوعة لشرابها

ومذهبه كما ترى أرق مما ذهب إليه الفرزدق حيث قال: «وبت أفض أغلاق الختام» وأحسب أن أبي ربيعة أخذ صفة مرسلته حيث قال:

فبعثت كاتمة الحديـ ... ـث رفيقة بجوابها

وحشيةً إنسيةً ... خراجةً من بابها

من صفة الأعشى هذه وقد سلك نفس البحر والروى- وقد أورد صاحب الأغاني هذين البيتين ومعهما ثالث وعد ذلك فيما ذكروا من محاسنه وإبرامه نعت الرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>