للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا فيه معنى التوبيخ المشعر بفتور العلاقات ولذلك قال من بعد:

أقصر فإنك طالما ... أوضعت في إعجابها

أو لن يلاحم في الزجاجة صدعها بعصابها

أي إن العصاب لا يصلح الزجاجة بعد انكسارها. وهذا كما ترى صريح في فساد ذات البين وقال في آخر هذه القصيدة:

وردت على سعد بن قيـ ... ـسٍ ناقتي ولما بها

أي ولهلاكها وضياعها فعلت ذلك.

فإذا عبيد عكف ... مسك على أنصابها

وجميع ثعلبة بن سعـ ... ـدٍ بعد حول قبابها

من شربها المزاء ما استبطنت من أشرابها

وعلمت أن الله عمدا حسها وأرى بها

فسرها المحقق وفي بعض ما ذكره نظر كقوله (المختارات طبعة الحلبي ٢/ ٢٥٥ الهامش ٤٤) مسك متعلقون وضبطها بضم الميم وفتح السين وهو جائز وما أرى إلا أنه جمع مسكة بكسر الميم وهي القطعة من المسك ويجوز في الجمع أن تجعل كفعل بضم الفاء وفتح العين أو كسرها وفتح العين. والمسك كما ذكر صاحب القاموس من المقويات أم لعل الصواب: مسك بكسر الميم وسكون العين وهو مستقيم معنى ووزنًا وفيه بعد السخرية، أي إذا بنوا سعد بن قيس عبيد لهم صنان عاكفون على أصنام لهم عليها يشربون المزاء أي الخمر ولكني ما استبطنت، ما أدخلت بطني، شيئًا من أشرابها جمع شرب أو شرب بضم الشين أو كسرها أي مما يشربون- وعلمت أن الله أهلكها وأخزاها.

وشراب الخمر أعلم بذم شرابها.

<<  <  ج: ص:  >  >>