للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملح عباسيات أو مقاربة ذلك مما رواه الجاحظ، أحسبها في البيان يقولها أحد الشعراء يهجو بها القبطي من قضاة قريش نسبوه إلى أمه:

أتاه وليدٌ بالشهود يقودهم ... على ما ادعى من صامت المال والخول

وجاءت إليه كلثم وكلامها ... شفاء من الداء المخامر والخبل

فأدلى وليدٌ عند ذاك بحقه ... وكان وليد ذا مراءٍ وذا جدل

وكان لها دل وعينٌ كحيلة ... فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل

ففتنت القبطي حتى قضى لها ... بغير كلام الله في السور الطول

أحسبه يشير إما إلى مسألة الافتداء وإما إلى مهر من تفرض لها فريضة ثم تطلق من دون مساس والأول أشبه لقوله: «على ما ادعى من صامت المال والخول» فتكون كلثم فركت وليدًا وادعت عليه دعاوي بدلها وطالب هو بمهرها الذي أصدقها إياه فلم يجده مع ما أوتي من مراءٍ وجدل والآيات التي في الجزء الثاني من البقرة من عند قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} هي المرادة فيما أرى. والسور الطوال بضم ففتح أي الطوال وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة ويونس.

فلو كان من بالقصر يعلم علمه ... لما استعمل القبطي فينا على عمل

أي الأمير.

له حين يقضي للنساء تخاوصٌ ... وكان وما فيه التخاوص والحول

يتخاوص على من يقضي عليه جبرية وإرهابًا أي ينظر شزرًا وبمؤخر عينه.

إذا ذات دلٍ كلمته بحاجة ... فهم بأن يقضي تنحنح أو سعل

وبرق عينيه ولاك لسانه ... يرى كل شيء ما خلا شخصها جلل

<<  <  ج: ص:  >  >>