للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما دعا عليها إلا وهو يعبر عن صدق صبابة غالبة حتى لقد أمضته ولذعته لأنه أحس أن فيها إتلاف نفسه.

ومثل هذا قول جنادة العذري وأحسبه قد يروي لعمر (١).

من حبها أتمنى أن يلاقيني ... من نحو بلدتها ناع فينعاها

ولو تموت لراعتني وقلت لها ... يا بؤس للموت ليت الموت أبقاها

وقد تعلم خبر سلامة مع عبد الرحمن كان يلقب بالقس وأخبار المجنون والوضاح وما أشبه -كلهن من صناعة أهل ثقافة وحضارة وقد ذكروا أن خبر المجنون كله صنعه بعض بني أمية وليس ذلك ببعيد فقد كان منهم شعراء محسنون- عبد الملك كان شاعرًا راوية فقيهًا، وكذلك كان مروان شاعرًا ورووا له أبياتًا يستشهد بها في باب القوافي. وأمر الوليد بن يزيد واشتهاره بالشعر معروف. وكان يزيد بن معاوية شاعرًا. وكأن المعري ينسب الأبيات اليائية إليه وإن لم يصرح بذلك وهي التي أولها:

أخالد قومي خبريني وأعلني ... حديثك إني لا أسر التناجيا

وهو القائل:

إذا جلست على الأنماط متكئًا ... بدير مران عندي أم كلثوم

فما أبالي الذي لاقت جموعهم ... بالقند فونة من حمى ومن موم


(١) () لعل مما تصح به روايته لعمر أنه روي له:
أفق قد أفاق العاشقون وفارقوا الهوى واستمرت بالرجال المرائر
زع النفس واستبق الحياء فإنما ... تباعد أوتدني الرباب المقادر
وهبها كشيءٍ لم يكن أو كنازح ... به الدار أو من غيبته المقابر
وهذا مكان استشهادنا، على أن هذه الأبيات تروى لكثير وكأن أبا الفرج يرجح نسبتها إلى عمر والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>