للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن جانب خفة الروح والفكاهة أقوى عند مارفيل من ثقل التشاؤم الذي في بيت أبي العلاء هذا.

وقول أندرو مارفيل في القسم الثاني أن الصحبة وخلاط الناس شيء فيه فظاظة وغلظ بالنسبة إلى الوحدة وعذوبتها ونقائها فيه روح كقول أبي العلاء.

ذريني وكتبي والرياض ووحدتي ... أكون كوحشي بإحدى الأمالس

يسوف أزهار الربيع تعلة ... ويأمن في البيداء شر المجالس

وقول مارفيل في الوحدة من مأثور كلامه ومشهوره.

ارتباط الوحدة بالزهر والنبات وصلة الراحة، راحة الانفراد والبعد من صخب الناس، بالرياض والخضرة، عند مارفيل شديد الشبه بارتباطهما عند المعري في بيتيه هذين.

وحديث مارفيل عن الشمس المعتدلة المزاج لما يحيط بضوئها والمألوف من وهجها من زهر وأعشاب، كأنما أخذ أخذًا من قول أبي تمام:

تريا نهارًا مشمسًا قد شابه ... زهر الربا فكأنما هو مقمر

ههنا ما هو أقرب إلى التوليد منه إلى وقع الحافر على الحافر؛ لأن مارفيل في قوله:

هذه المزولة الجديدة من عشب وأزاهر

حيث من فوقها الشمس معتدلة المزاح

تجري في فلك عطر الأبراج

يعلل اعتدال مزاج الشمس بما قدمنا ذكره من إحاطة الزهر والنبت بضوئها ثم يفرع من ذلك أنها صارت تجري في فلك عطر- طريقة سياق الصورة ههنا ينبئ

<<  <  ج: ص:  >  >>