للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ هذا فأحسن الأخذ وأخفاه من أبي الطيب حيث قال:

فكأنما نتجت قيامًا تحتهم ... وكأنما ولدوا على صهواتها

كأن الخيل ربا وهم نباتها يرف عليها، والمجانسة سهلة حيث جاء بها لا يكاد السامع يتنبه إلى أنه ملابستها صنعة وحذق.

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقًا ... فما تفرق بين البهم والبهم

البهم صغار المعزى بفتح فسكون والبهم بضم ففتح جمع بهمة بضم فسكون وتاء مربوطة بعد الميم وهو الشجاع الذي لا يدري قرنه من أين يأتيه.

ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في آجامها تجم

أي يصيبها الوجوم. وهذا البيت يقولون من أنشده أمن مما يخاف، ولو لقيه الأسد.

ولن ترى من ولى غير منتصر ... به ولا من عدو غير منقصم

أحل أمته في حرز ملته ... كالليث حل مع الأشبال في أجم

كم جدلت كلمات الله من جدل ... فيه وكم خصم البرهان من خصم

وجاء بالبرهان من بعد:

كفاك بالعلم في الأمي معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم

خدمته بمديح أستقيل به ... ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم

بكسر الخاء وفتح الدال أي خدمات الناس من ذوي الجاه وأشباه ذلك ولك فتح الخاء ويكون كأنه ينظر إلى قول أبي الطيب:

بكل منصلت ما زال منتظري ... حتى أدلت له من دولة الخدم

ولا تستبعدن هذا.

خدمته بمديح أستقيل به ... ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم

وشعر البوصيري في غير المديح النبوي لا يبلغ شيئًا من جودته فيه فسبحان الموفق القدير، من يهد الله فهو المهتدي.

إذ قلداني ما تخشى عواقبه ... كأنني بهما هدي من النعم

أي الشعر وخدمة هؤلاء قلداني ذنوبًا فصارت لي كقلائد الإبل التي تقلد القلائد وتساق لتنحر هديًا إلا أنهما يقدمانني هديًا للشيطان- تأمل هذا الافتنان.

أطعت غي الصبا في الحالتين فما ... حصلت إلا على الآثام والندم

<<  <  ج: ص:  >  >>