للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمامة كما ترى هي نفس العلم الذي جاء به عمرو بن قميئة من قبل، وكان من أصحاب امرئ القيس، مشهورا من شعراء العرب.

وعند عمرو بن قميئة هي الهاجرة.

وذكر الشعراء تنويل الخيال كثير ومن أشهره قول ابن الخطيم:

ما تمنعي يقظى فقد تؤتينه ... في النوم غير مصرد محسوب

وأخذ هذا المعرى فقال:

تسئ بنا يقظى فأما إذا سرت ... رقادا فإحسان إلينا وإجمال

وقال أبو الطيب، فجعل نفسه ذا عفاف حتى مع الخيال، وكأنه ينظر إلى قول اليشكري «من حبيب خفر فيه قدع» فقال:

يرد يدا عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوي في طيفها وهو راقد

والمبالغة في هذا القول. وهو بعد جيد بالغ.

وحول الخيال بشامة في تذكرة النظرة حيث قال:

ونظرة ذي شجن وامق ... إذا ما الركائب جاوزن ميلا

ثم جعل الأمر قصة بعض ما كان.

ثم هاهنا رجع فجعل القصة طيف خيال كما بدأت. وعدل من الرمز وهو أمامة إلى معان من الرموز له. وهذا يناسب عودته فجعله القصة أحلاما وللأحلام تأويل. هاهنا الوثبة. والذي يدلك على أنه جعل ما كان قصة ورمزا، مرة أخرى خيالا وأول ذلك الخيال قوله.

وخبرت قومي ولم ألقهم ... أجدوا على ذي شويس حلولا

فإما هلكت ولم آتهم ... فأبلغ أمائل سهم رسولا

بأن قومكم خيروا خصلتين ... كلتاهما جعلوها عدولا

خزي الحياة وحرب الصديق ... وكلا أراه طعاما وبيلا

فإن لم يكن غير أحداهما ... فسيروا إلى الموت سيرا جميلا

ولا تقعدوا وبكم منة ... كفى بالحوادث للمرء غولا

<<  <  ج: ص:  >  >>