للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درس العربية والقرآن في صباه، ثم نال حظًا من الحياة العصرية والتدريب العصري في الحربية بمصر حين ألحق بها، ثم تخلى عن ذلك وانصرف إلى سبيل آبائه في العلم والتصوف

مذهب الشريف مع سماحة ذات ظرف ساذج سهل أظهر في هذه الأبيات:

وكم برزن إلى لقياي في مرح ... وكم ثنين إلى نجواي من جيد

لو استطعن وهن السافحات دمي ... رشفنني رشف معسول العناقيد

يا دار لهوى على النأي اسلمي وعمي ... ويا لذاذة أيامي بهم عودي

ثم سلا عن هذا إلى غناء الحمامة:

وذات طوق نزلنا تحت دوحتها ... وقد تغنت بأهزاج على عود

وأحسبه على كثرة ما ورد في غناء الحمامة لم يخل هنا من نظر إلى قول المعرى

إذا لمست عودًا برجل حسبتها ... ثقيلة حجل تلمس العود ذا الشرع

أي تلمس العود الأوتار- واحد الشرع بكسر الشين شرعة- وقد أخذ المعري من شاعره الكبير أبي الطيب حيث يقول: -

إذا غنى الحمام الورق فيها ... أجابته أغاني القيان

ومن بالشعب أحوج من حمام ... إذا غنى وناح إلى البيان

وقد يتشابه الوصفان جدًا ... وموصوفاهما متباعدان

وقد مر حديث فيه طول عن هذه الأبيات النونية

فقلت حييت هل تدرين ما فعلت ... بنا التباريح من وجد وتسهيد

حتى أجدت لنا لحن القريض قرى ... وما بخلت على ضيف بموجود (١)

هذا مأخوذ من المثل المعروف في عاميتنا: «الجود من الموجود ولو من قطع الجلود»

أنت الجواد على العلات فاتخذي ... فينا جميلاً ومن هذا القرى زيدي

وسائر الكلمة جيد.

وللعباسي بسيطة أخرى يذكر «مليط» بفتح الميم وتشديد اللام المكسورة، وهي بلدة على واد خصيب في غرب السودان غير جد بعيدة البعد عن الفاشر، موقعها شمالي


(١) وهل أرد لحن الغريض بالغين وهو من أهل الإتقان في الغناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>