للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنسبة إلى الفاشر:

حياك مليط صوب الرائح الغادي ... وجاد واديك ذات الجنات من وادي

فكم جلوت لنا من منظر عجب ... يشجي الخلي ويروي غلة الصادي

أنسيتني برح آلامي وما أخذت ... منا المطايا بإيجاف وإيخاد

كثبانك العفر ما أبهى مناظرها ... أنس لدى وحشة رزق لمرتاد

وذلك أنها تحتفظ بالماء في جوف تربة ومالها فتزرع وما حولها مجدب

فباسق النخل ملء الطرف يلثم من ... ذيل السحاب بلا كد وإجهاد

هل يعني بلا كد من الزارعين ولا إجهاد؟ المعروف في النخل أنه على شدة حاجته إلى الماء لا يصلحه كثرة هطول المطر عليه ورد الكد والإجهاد إلى اللثم يجعل العبارة ذات ضعف، فالمعنى الأول كأنه هو الوجه الأفضل على ما فيه مما ذكرنا من أمر إفساد المطر النخل إن كثر عليه.

والورق تهتف والأظلال وارفة ... والريح تدفع ميادًا لمياد

سياق هذا البيت وسلاسته تقوي رد نفي الكد والإجهاد إلى لثم فروع النخل أذيال السحاب- على هذا التأويل قوله: «بلا كد وإجهاد» مع كونه لا يخلو من ضعف لا يخلو أيضًا من وجه يسوغه على تعب ما

لو استطعت لأهديت الخلود لها ... لوكان شيء من الدنيا لإخلاد

أحسبه حمل الإخلاد معنى التخليد وفيه نظر

أنت المطيرة في ظل وفي شجر ... فقدت أصوات رهبان وعباد.

أعيذ حسنك بالرحمن مبدعه ... يا قرة العين من عين وحساد

هذا بيت فيه عذوبة

وضعت رحلي منها بالكرامة في ... دار ابن بجدتها نصر بن شداد

فاقتادت اللب مني قود ذي رسن ... ورقاء أهدت لنا لحنًا بترداد

هاتي الحديث رعاك الله مسعفة ... وأسعدي فكلانا ذو هوى بادي

فحركت لهوى الأوطان أفئدة ... وأحرقت نضو أحشاء وأكباد

<<  <  ج: ص:  >  >>